languageFrançais

طرقان: نغنّي للقضية.. للحب والأمل في زمن بلا حب ولا أمل

"هل تغنّي لغير الأطفال؟" "أغنّي للحب".. وراح يغنّي لليلى وعن ليلى.. طارق العربي طرقان صوت الأجيال وفنّان الجيل الذّهبي، يطلق عليه جمهوره العربي الذي شاركه الأمل والحب لعقود تاركا فيه حنينا للسبيستون وأغاني جينيريك الكارتون الشّهيرة من سمبا.. وبابار فيل.. وعهد الأصدقاء وهزيم الرّعد. 

في ضيافة برنامج Culture Plus على موزاييك أف أم، وبرفقة ابنتيه ديما وتالا تحدّث طرقان عن حماسهم للقاء الجمهور التونسي "المميّز" في حفلهم القادم (يوم 3 سبتمبر 2025) على ركح المسرح الأثري بقرطاج الذي شهد منذ سنوات أولى حفلاتهم الجماهيريّة التي نقلت صوتهم من الشاشة إلى المسارح الكبرى. 

وبين الحنين إلى شارات الرّسوم المتحرّكة التي حفظها جمهور الفنان الجزائري السوري والعمل على التجديد همس طرقان: عدت إلى أسلوبي القديم في الكتابة والتّلحين. تسأل سامية (المذيعة): أغاني حب؟. يفكّر لحظات ويردف: تقريبا. تتفتّح عينا ديما: أي أغاني حبّ. وكأنّها كانت في انتظار هذا البوح الذي أخفاه والدها طويلا. "اضغطوا على بابا حتّى يقدّم هذه الأغاني للجمهور". 

"طوّل غيابك يا ليلى.. وطوّل عذابي.. كرمال عيونك يا ليلى.. لانسى عتابي.. ع فراقك محتار.. قلبي شاعل نار.. يا أم عيون كذّابة.. حبيتك ونسيت الناس.. حبيتك لكن يا خسارة ضحكتي عليّ" كلمات يردّدها طرقان وتنضمّ إليه ديما وتالا وكلّهما أمل في أن يقدّم والدهما ما كتبه ولحّنه (نحو 300 أغنية) للجمهور. 

هزيم الرّعد.. أغنية للمقاومة 

وليلى ليست الحبيبة فحسب فهي "في عمر الزّهور.. لا تفهم حرفا من كلام.. لا تعرف معنى لسلب الوجود.. في الخيمة عاشت مع أيتام.. في شاتيلا وجدوا ليلى أشلاء يمزقها الظلام..." يستحضر الفنّان في هذه الكلمات شهداء مجزرة مخيّم صبرا وشاتيلا (سبتمبر 1982). ويؤكّد أنّ فلسطين كانت دائما حاضرة في أغاني الأطفال التي قدّمها وأشهرها "هزيم الرّعد" التي غنّاها خصيّصا لانتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000) والتي ارتبطت كلماتها بالمقاومة الفلسطينية وأشعلت حماس الأطفال والشبّان الذين عايشوا الكارتون الشّهير ومازالوا يردّدون الأغنية باندفاع كبير في حفلات طرقان وأبنائه في تونس التي يتغنّى جمهورها في كلّ حفل بفلسطين التي تحضر أيضا في أغاني العائلة فتالا غنّت لغزّة وأطفالها بتأثّر والدّموع تغالبها "ليلة بس ما فيها أنين.. ولا فيها مفقودين.. ليلة ما فيها أولاد تتأذّى.. لك الله يا غزة.. يا غزّة.. كلّ يوم دموع.. كل يوم ينادي.. الطفل الموجوع.. يا حسرة على بلادي".

"مادام الأمل طريقا فسنحياه" 

"الأهمّ بالنّسبة لي الأمل" يقول طارق العربي طرقان "نغني للأمل والقيم التي لم نعد نسمع عنها اليوم في أغاني الأطفال و"ضحالة" الرّسوم المتحرّكة المنتشرة اليوم والتي غلب عليها العنف لكن رغم تراجع الكلمة الهادفة وضعف اللّحن الموسيقي الموجّه للأطفال برسائل الكبار" وهنا يؤكّد أب الأجيال أنّه يغنّي للأطفال وآبائهم ليزرع فيهم قيما لا تعترف بالسّنّ لتكون دروسا للحياة تعلي الحبّ والصداقة والاجتهاد والعدل والحريّة. وهو ما يغيب عن طيف واسع من أطفال اليوم الذين ينشؤون في بيئة سمتها التكنولوجيا ومنصات التواصل التي عوّضت المحتوى "الهادف" للتلفازات وقنوات الأطفال التي تربّى عليها جيل "استثنائي" مازال يتابع فنّانه المفضّل أينما حلّ ليستعيد جزءا من طفولته التي عاشها مع أبطال كرتونه المفضّل. 

الواثق بالله شاكير